صرحت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي جانيت نابوليتانو أن الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية لن يكون في مأمن تام مطلقاً من التهديدات الإرهابية، واستبعدت عدم تعرض البلاد لهجمات إرهابية أخرى مؤكدة عدم وجود ضمانات كافية بعدم التعرض لهجمات جديدة.
غير بعيد عن هذا التصريح، لو تمعنا في وسائل الإعلام الغربية والأمريكية بوجه أخصّ فإننا سنجدها تصوّر أي عمل اسلامي وعربي يهدف إلى استرجاع الحرية وحماية الأرض والعرض والشرف هو إرهاب بينما يطلق نفس الإعلام على حركات التحرر في افريقيا وآسيا وأوروبا التي تقاتل تقريبا لنفس الأهداف: من أجل التحرر تارة ومن أجل السلطة تارة أخرى، إسم العنف.
يأتي تصريح الوزيرة هذا تزامنا والحملة الشنيعة التي يقودها متطرفون ضد كل ما له علاقة بالإسلام في بلد العم سام، ويأتي في ظل تزايد العداء الغربي للمسلمين والعرب، بربّكم أليس هذا العداء وهذه الحملة إرهابا بحد ذاته؟
العجب كل العجب من إرهاب تصنعه أمريكا بيدها وتخاف منه، والخوف كل الخوف ليس من الإرهابيين الذين جنّدتهم القاعدة ولكن من الإرهابيين الذين جنّدهم الإجرام الأمريكي والعداء الغربي المتزايد تجاه المسلمين والعرب، لأن هؤلاء اختاروا الجهاد ضد أمريكا عن قناعة وبعد أن تشبعت قلوبهم كراهية وحقدا من ظلم بني صهيون المدعوم باللوبي اليهودي الأمريكي.
أمريكا تعرف كل هذا وتفقهه جيدا، وعليه لا غرابة في أن تطلق وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي جانيت نابوليتانو تلك التصريحات الحذرة، ومادامت الولايات المتحدة تصَدّر العنف والإجرام فلا مناص ولا مَهربَ لها من التعرض لهجمات جديدة.