مطبعة وهران والموزعون ... خلية النحل التي لا تنام

هكذا يوفر لنا جنود الليل الجرائد
مطبعة وهران والموزعون ... خلية النحل التي لا تنام

لا مجال للتوقف عن العمل ولو لبرهة قصيرة فالخسائر حتما ستكون مكلفة ... هي القاعدة التي استنتجناها ونحن نغادر دهاليز مطبعة وهران بعد أن عايشنا لليلتين متتاليتين العناء المضني الذي يكابده عمال المطبعة وكذا عمال شركات التوزيع من أجل أن يجد القارئ الكريم جريدته المفضلة في الصباح الباكر بالكشك الذي اعتاد شرائها منه، ظروف أشبه بآلة متقنة لا تنقطع عن الإنتاج بل تحاكي خلية نحل في نشاطها وعملها الدؤوب، ورغم كل الجهود المبذولة فإن مطبعة وهران تخطط وتضع استراتيجية مستقبلية من شأنها أن تجعل الخدمة أسرع وأحسن، لأن الشعار الذي رفعه عمال المطبعة والموزعون على حد سواء هو إرضاء جميع الناشرين، ولأجل ذلك فالمساعي جارية على قدم وساق لتدعيم المطبعة بآلة رابعة، وبالمرة الوصول إلى طبع مليون نسخة يوميا وهو الهدف الأول لمؤسسة الطبع بوهران.

عدة بن دية - رئيس مدير عام مطبعة وهران
الآلة الرابعة قريبا وهدفنا الوصول إلى مليون نسخة يوميا

بصدر رحب وبحفاوة كبيرة إستقبلنا مدير مطبعة وهران السيد عدة بن دية في مكتبه الجميل، أين أجاب على مختلف أسئلتنا وفي نفس الوقت تحدث لنا عن أهداف المطبعة على المدى القريب والمتوسط
بداية أين وصلت الترتيبات بشأن جلب الآلة الرابعة وتدعيم السحب؟
(يضحك) وهل أنتم على علم بهذا؟ عموما مشروع المطبعة الرابعة لا يزال في طور الدراسة والإعداد له، وقد يتحقق ذلك خلال الثلاثي الأول لسنة ٢٠١٠ بحول الله.
ما هي المعطيات التي إضطرتكم إلى الإستنجاد بالمطبعة الرابعة؟
الأكيد أن تسارع الأحداث في الجزائر خاصة فيما يتعلق بمنتخبنا الوطني لكرة القدم جعل الطلب على وسائل الإعلام المكتوبة كبيرا، وهو ما حمل أربعة جرائد تقريبا على مضاعفة سحبها اليومي أضعافا أخرى مما أفقدنا توازننا ولم يعد بمقدورنا طبع ٤٧ عنوانا قبل الثالثة والنصف صباحا، لذلك فكرنا في الآلة الرابعة التي من شأنها تخفيف العبئ وربح الوقت أكثر بما أنها تستطيع طبع ٣٠ ألف نسخة في الساعة.
كيف تقيم العتاد المتوفر في مطبعتكم بصفة عامة؟
الحقيقة تقال أن مطبعة وهران تعمل بأحدث الآلات وآخر وسائل الإعلام الآلي المستحدثة ويمكن القول أنها تتماشى وآخر التكنولوجيات، وهو ما يساهم في تقليص اليد العاملة المساهمة في أي نشاط.
معنى هذا أنكم قد تضطرون أحيانا إلى تسريح العمال مادامت وسائل العمل تنوب عن اليد العاملة؟

في مؤسستنا لا يوجد تسريح للعمال، لأن الفائض منهم يتم إخضاعه للتكوين في مجالات أخرى حديثة ليستطيع العمل في مهام أخرى.
ما هو انطباعك عن الفترة التي قضيتها على رأس إدارة مطبعة وهران؟
أنا أزوال منصبي كمدير للمطبعة منذ ١٦ سنة، وبدون افتخار أنا راض كل الرضى على ما أنجزته خلال هذه السنوات، يكفي فقط التذكير بأن رأس مال المؤسسة قفز من ١٠٠ مليون دينار إلى ١٠٠٠ مليون دينار حاليا وهو ما يجعل مطبعة وهران مؤسسة محترمة، كما أضيف أيضا أن مطبعة وهران صارت قطبا صناعي هاما جدا ما دامت توفر حاجيات كل الغرب الجزائري من الشمال حتى أقصى مناطق الجنوب، ولا يقتصر الطبع على الجرائد فقط بل يتعداها إلى الكتب المدرسية والمجلات والملصقات غير ذلك.
هل هناك ما تود إضافته في الأخير؟
هدفنا الأول يبقى الوصول إلى طبع مليون نسخة يوميا، ولن يتم ذلك إلا بتوحيد العلاق بين المطبعة والموزعين والناشرين لأن الجريدة منتوج ثقافي وسياسي يشارك في تربية الأجيال وتوعية الشعوب.


بوعرفة مصطفى - مساعد المدير العام مكلف بالإعلام الآلي:
ثقل المسؤولية وصراعنا مع الزمن جعلانا محترفين بالفطرة

قبل أن يتم طبع الجرائد فإنها لا بد أن تمر أولا على قسم الفوتوغرافيا، هناك يتم تحميل الصفحات التي تكون قد أرسلت بصيغة PDF بواسطة نظام الـ FTP ومن هناك يتم نسخها إما في أفلام وإما ترسل مباشرة إلى آلة الـ CTP أين يتم طبع الصفحات متوأمة في صفائح معدنية، وهذه الصفائح في الأخير هي التي يتم استخدامها في المطبعة، ومن هنا يتضح أن قسم الفوتوغرافيا مرحلة هامة تسبق عملية الطبع، وبغية تسليط الضوء أكثر كانت لنا هذه الدردشة مع المكلف بالإعلام الآلي السيد بوعرفة مصطفى.
ما هي أهم لمشاكل التي تعترضكم في قسم الفوتوغرافيا؟

باختصار إذا لم يكن هناك إنقطاع للتيار الكهربائي أو لشبكة الأنترنت فنحن لا نواجه تقريبا مشاكل، هذا رغم أننا مرتبطون بالوقت ونجد أنفسنا في سباق ضد الزمن على طول الخط، لأن ليس من السهل إستنساخ صفائح ٤٧ جريدة في كل ليلة.
وهل أنت راض عن وسائل العمل المتوفرة لديك؟
والله أنا راض كل الرضى فالإدارة وفرت لنا جميع الوسائل الضرورية بل وأحدثها وكما تشاهدون فإننا نعمل بآخر التكنولوجيات، كما أننا نملك ثلاث خطوط أنترنت بكلفة شهرية قدرها ٢٤ مليون سنتيم وأريد أن أضيف شئيا آخر...
...تفضل
لدينا آلة CTP تساعد على تحقيق نوعية أفضل في الطبع وسندعما قريبا بآلتين إضافيتين من نفس النوع وهو ما سيقلص حجم إستنساخ الصفائح المعدنية إلى ثلاث مرات أقل مما هو عليه الآن.
كيف هي علاقتكم بالمسؤؤلين التقنيين للجرائد والذين تتعاملون معهم بشكل يومي؟
رغم الضغط وضيق الوقت إلا أن علاقاتنا تبقى أخوية وجد ممتازة حيث يسودها التفاهم والتسامح، والحقيقة أن جميع هذه العوامل ساعدتنا لنكون محترفين في هذه المجال.


شوشة طارق - رئيس قسم الإنتاج:
إرضاء جميع الناشرين غايتنا


بعدأن خرجنا من قسم الفوتوغرافيا، وجدنا أنفسنا مباشرة في قسم الإنتاج وسط ضجيج آلات الطبع الكبيرة، وفي أول نظرة كانت الآلة الجديدة GOSS أمامنا بصدد طبع جريدتي النهار وليكودوران في وقت واحد، هناك قابلنا رئيس قسم الإنتاج السيد شوشة طارق الذي أكد لنا بأن GOSS الوحيدة التي بإمكانها طبع عنوانين في وقت واحد عكس الآلة القديمة ARIS التي تطبع عنوانا واحدا فقط في نفس الوقت، وبعد أن تلقينا شرحا وافيا من طرف شوشة طارق عن جميع مراحل الطبع راح هذه الأخير يسرد علينا أهم العراقيل التي تقف في وجه السير الحسن للعمل، ولعل أهم مشكل هو عدم إرسال الجرائد في وقت مبكر حيث أن أغلبها يُرسل في وقت واحد ومتأخر وهو ما يجعل الضغط كبيرا، محدثنا أردف قائلا أن العمال يباشرون العمل في حدود السابعة مساء ويعملون بدون انقطاع نظرا لتلاحق وصول العناوين وكذا عامل الزمن الذي صار ضيقا وغير كاف في ظل رفع بعض العناوين لحجم سحبها بأضعاف مضاعفة لأن هدف العمال الأول يبقى متمثلا في إرضاء جميع الناشرين وتقديم أحسن الخدمات.


دوش محمد الكبير - رئيس قسم الإنتاج:

على الناشرين أن يساعدونا قليلا

أما رئيس قسم الإنتاج الخاص بالفريق الثاني السيد دوش محمد الكبير فقد شدد في حديثه معنا على ضرورة أن يكون الناشرون متفهمين قليلا لعامل الوقت وأن يرسلوا صفحات جرائدهم في وقت ليس متأخر خاصة وأنه في الجهة المقابلة يتواجد سبعة موزعين كل واحد فيهم يطالب بالتعجيل في سحب جريدته التي يوزعها وهو ما يضاعف الضغط على قسم الإنتاج، وعن مدى صعوبة التعامل مع الآلتين الجديدة والقديمة أوضح لنا دوش أنه لا يواجه مشاكل في ذلك حيث صار تسييرهما روتينا مألوفا لديه ولا تختلط عليه الأمور فيما يتعلق باختلاف عدد الصفحات الملونة من أربع إلى ثمان وكذا عدد صفحات كل جريدة سواء تعلق الأمر بتلك المكونة من أربع وعشرين صفحة أو تلك المكونة من إثنان وثلاثين صفحة.


السيد بوحفص - مسؤول ورئيس الإنتاج:
نسعى لرفع تحديات جديدة

بابتسامة عريضة كالعادة إستقبلنا السيد بوحفص مسؤول ورئيس الإنتاج بمطبعة وهران، بوحفص الذي اكتسب خبرة طويلة بمرور السنوات جعلته ورقة هامة لا تقبل التعويض في معادلة السير الحسن للعمل، وعن ظروف العمل بصفة عامة قال لنا بوحفص أنه راض عن الوسائل المتوفرة لديه وكذا عن الطاقم العامل معه حيث يسود التفاهم والإنسجام بين الجميع كما أن علاقاته مع ممثلي الجرائد جيدة، وأضاف قائلا أن الهدف الأول للمطبعة يبقى هو مضاعفة الإنتاج في وقت أقصر حتى يتم تقديم أحسن خدمة وبنوعية أفضل


حلقة هامة في وصول الجريدة للقارئ
شركات التوزيع ... من أين نبدأ الحكاية

إذا كنا قد إنبهرنا من الدور الرائد والكبير الذي تلعبه المطبعة والتحدي الكبير الذي يرفعه العمال، فإننا نحيى وبإكبار الدور التضحوي الذي قام ولازال يقوم به عمال شركات التوزيع، هؤلاء الذين واجهوا كل مخاطر الموت خلال العشرية السوداء التي عانت فيها الجزائر من ويلات الإرهاب، ناهيك عن إرهاب الطرقات حيث تطاردهم حوادث المرور في كل مكان.
دلال عبد الكريم ... موزع أم باتريوت؟
دلال عبد الكريم واحد من هؤلاء الذين نجوا عديد المرات من الموت بأعجوبة، فالسنوات الكثيرة التي قضاها موزعا على خط وهران - الشلف مرورا بغليزان وواد رهيو واجه فيها الموت أكثر من مرة بفعل الإرهاب الذي كان يطارده في كل مرة، ويذكر لنا دلال أنه وجد نفسه ذات يوم متوقفا في حاجز مزيف وهدده الإرهابيون بتصفيته إن هو عاود االمرور عليهم وتوزيع الجرائد، ولكنه لم يأبه بتهديداتهم واستمر في عمله ليجد نفسه في يوم آخر أمام نفس الحاجز المزيف ليقرر الهروب بجلدته قبل أن تلاحقه رصاصاتهم وتصيبه بجروح في ذراعه لينجو بذلك من موت أكيد، وإلى يومنا لا يزال يشتغل في نفس الميدان ونفس الخط.


رايس نور الدين - صاحب شركة توزيع S.D.P.O :
أعطونا فقط قليلا من الإهتمام

يعتبر نور الدين رايس واحدا من الذين نجحوا في ميدان التوزيع، رايس صاحب الـ ٢٥ سنة خبرة في هذه المجال يروي لنا أنه بدأ هذه المهنة مجرد عامل بسيط لدى شركة توزيع ليصبح اليوم بفضل إرادته وعزيمته صاحب إحدى أهم شركات التوزيع بغرب البلاد S.D.P.O
ويتحدث لنا عن أهم الصعوبات التي تواجه الموزعين فيلخصها في ارتفاع سحب بعض الجرائد في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ جدا وبالمقابل بقيت إمكانيات المطبعة تراوح حجمها وهو ما جعل عملية السحب تتأخر أكثر مما يؤخر بدوره عملية شحنها في سيارات التوزيع ومن ثمة الإنطلاق نحو مختلف الولايات، ورغم هذا قال رايس أن الموزعين يبذلون قصارى جهودهم لتوفير أحسن خدمة وحتى تصل الجرائد إلى القراء في وقتها المعتاد، ولكنه يرى من جهة أخرى أن الموزع يبقى مهمشا رغم الجهود الكبيرة التي يقوم بها ورغم التضحيات التي مرّ بها.
كما تحدث السيد رايس عن غياب عقود متينة تحمي حقوق الموزعين مع الناشرين الذين يتصرفون معهم مثلما يريدون.


قدور - مسؤول شركة S.E.D.O.R :
نهدف إلى تغطية أكبر عدد من الولايات

أما المسؤول بشركة التوزيع سيدور السيد قدور فقد تحدث لنا عن العلاقات الأخوية التي تربط الموزعين ببعضهم والثقة المتبادلة بينهم، كما أكد أن شركات التوزيع تسهر على ضمان نوعية جيدة للجرائد التي توزعها وتحرص على ضرورة وصولها لأبعد نقطة ممكنة بغرب البلاد لأن التوزيع الجيد حسبه يساعد على التعريف بالجريدة وبالمرة رفع عدد المبيعات.