..من عبق الماضي ...

الحنين الى الماضي الجميل سجية يتقاسم نبلها كل من غرف من معين الوفاء واستقى من رحيق الفضيلة وعرف قيمة المآثر وخلودها خاصة عندما يكون هذا الماضي عادة محمودة أوشيئا ذابال يختزل في طياته ذكريات لها عمق في التاريخ الإنساني.
والإعتزاز بالتقاليد المفعمة بالقيم والمسيجة بالعقل والمنطق البعيدة ع خرافات الجاهلين وأساطير الأولين موروث إنساني يستحق كل العناية والإهتمام فمن محاسنهاوعظيم فضلها أنها تعد أحد الروابط والمكون الأساسي للهوية وجزء لايتجزء من الشاط الإجتماعي الناجم عن تراكم الأفكار وتعاقب الأيام والأعوام وغالبا ما تحمل قيم إجتماعية ذات أبعاد تاريخية وحضارية تتوحد فيها الرؤى نحو سلوك معين أوعاطفة مشتركة يتقاسم مشاعرها جميع الأفراد.
فهي مرآة الشعوب وذاكرتها الحية التي تجددها المناسبات ومبعت الفرح والسرور بتآلف الأفراد والجماعات وسلسلة ممتدة لعقود وربما لقرون خلت اندرست معالمها وبلى رسمها غير أن ذكراها لايزال حيا يأنس به الأجيال وتستطرف بها المجالس وتوتق بها عرى الروابط والثقافات حتى وإن اختلفت العصور يبقى رابط الإنتماء هو المحرك لها والروح الذي يسري بين مكامنها .
وكون العادات أكثر الأشياء ثأتيرا في سلوك الإنسان تستهويه النفس وتميل اليها وتتحكم أحيانا في بعض قرارته فيصعب العزوف عنها واجتناب إملاءاتها لم لها من عظيم الأهمية في النفوس نظرا لبعدها التاريخي المتجدر وحصول الإتفاق العام عليها من قبل المجتمع منذ أمدا بعيد يجعلها مصدر اختلاف بين أفراد المجتمع أحيانا وبينها وبين المنطق والزمن أحيانا أخرى......