هذا التقرير الذي نحن بصدد الإطلاع عليه منقول من جريدة الخبر اليومي ليوم الأحد 26 أفريل 2009 من توقيع السيد طواهرية الذي حاول جاهدا أن ينقل الصورة المباشرة لبلدية طلمين ولكنه أخفق في تقصي كل الحقائق بل أبدع في الكدب والبهتان على أرض الأحرار وكل قارئ لهذا التقرير وعارف بالمنطقة سيكتشف أخطاء هذا الصحفي الذي مازال ينقل احداث الولاية لكل قراء الخبر المحبوب .....هنا يبدأ الموضوع........
بلدية طلمين
تجمّعات سكنية منسية وسط الكثبان
يرتبط دائما اسم بلدية طلمين بموقعها النائي وسط الكثبان الرملية، المشكّلة للعرق الكبير وبالتخلّف التنموي؛ فهي تعد من البلديات غير المحظوظة والمنسية بتراب ولاية أدرار. حيث لم تحظ بمشاريع كبرى في مختلف البرامج، وخاصة برنامج الإنعاش الاقتصادي، رغم ما تعانيه مـن عزلة ونقائص كبيرة في مجال المرافق العمومية.
تبعد هذه البلدية عن مقر الولاية أدرار بحــوالي 250 كيلومتر، في اتجاه الشمال وتضمّ 98120 نسمة، وتتميز بتجمعات سكانية مبعثرة داخل العرق الغربي الكبير، تضمّ تسعة قصور، في حالة يرثى لها.
ورغم مرور 23 سنة على ترقية طلمين كبلدية، لازال سكانها يصارعون الحياة، من أجل البقاء، متكبّدين حياة صعبة تفتقر إلى أبسط الضروريات، حيث في إمكان زائرها أن يلمح فيها كل مظاهر التخلف والحرمان، بمجرّد أن يطل عليها من أعلى الكثبان الرملية، التي تحيط بها من جميع النواحي، لتحبس عنها أجواء التمدن والحضارة.
الحقيقة الماثلة أمام أعين سكان هذه البلدية تؤكّد أن جهود منتخبيها، على مرّ الفترات الانتخابية، لم تتمكّن من مسايرة حركية التنمية، نتيجة العزلة المضروبة عليها؛ وهو ما جعلها تراوح مكانها، بمنآى عـن أي تطوّر حقيقي.
فبلدية طلمين محرومة من كل المرافق الضرورية للحياة.
ورغم قساوة الطبيعة، إلا أن سكانها لازالوا، إلى يومنا هذا، متشبثين بحبّ الأرض، التي أعطت أجود أنواع التمور وأغلاها بالمنطقة، يعيشون في حركة بطيئة ويصارعون، من أجل الحياة، التي تبقى، رغم كل شيء، متواصلة فـي هذه المنطقة. حيث يرتزق معظم سكانها من الزراعة البدائية التقليدية ويعيشون مشاكل عديدة لا تحصى، لكونها من أفقر بلديات الولاية الــ 28؛ حيث لا تتعدّى ميزانياتها، في أحسن الأحوال، المليار سنتيم، منها حوالي 80 في المئة تخصّص كأجور للموظفين والباقي للتنمية، إضافة إلى عزلتها، نتيجة موقعها الجغرافي البعيد عن شبكة الطرق الحيوية للولاية. فالكثبان الرملية تحيط بها من كل الجوانب، ممّا يصعّب وصول السيارات إلى المنطقة. وهناك من السكان من لم ير السيارة، إلى حدّ الآن بعينيه؛ فالدخول إلى بعض قصور البلدية يتمّ عن طـريق الجمال والحمير، التي تستعمل لكل شيء. فهي الوسيلة الوحيدة في نقل الأشخاص والبضائع والمواد الغذائية.
أما في مجال التعليم، فتضم طلمين حوالي 16 ملحقة أساسية من أقسام على شكل حجرات تنعدم فيها أبسط الضروريات، خاصة الأقسام الشعبية في بعض القصور، التي يضطر المعلم إلى استعمال الشموع، لأن الإنارة لازالت منعدمة في قصر سيد المختار، وتاقنوت وراشد وتناصر.
وتضمّ هذه المدارس، مجتمعة، أكثر من 1987 تلميذ، بنسبة تمدرس عامة لاتفوق 70,38 بالمئة. وهي أضعف نسبة تمدرس بالولاية؛ فالمعلم بهذه البلدية يجد نفسه مجبرا على قطع مسافات ماراطونية، يوميا، على ظهر الحمير، للوصول إلى أماكن عمله.
نفس المعاناة يتكبّدها التلاميذ، يوميا، للإلتحاق بمقاعد الدراسة. ويسجل النقص في 21 قاعة للتدريس و9 مطاعم مدرسية والسكنات التربوية.
كما يطالب سكانها الوالي بإنجاز إكمالية جديدة وهناك الكثير مـن الأولياء ببعض قصور البلدية الذين يرفضون تعليم الفتاة، لنقص المنشآت التربوية . كما أن التلاميذ كانوا في السنوات الماضية يتوقّفون عن الدراسة في السنة الثالثة ابتدائي، نظرا لانعدام الحجــــرات الدراسية ببعض القصور المعزولة.