تعتبر المظاهرات في الجزائر هذا الشهر من أكبر الاحتجاجات التي نظمها شباب البلاد. وفي أعقاب هذه الأحداث، قال المحللون إن الغضب الكامن ينبع ليس فقط من العوامل الاقتصادية لكن أيضا الشعور العميق بالإهمال والإقصاء وسط الشباب.
وأوضح
باعزيز، مغني، الذي كسر صمته تعبيرا عن تضامنه مع المحتجين
- اقتباس :
- "هؤلاء الشباب لم يثوروا بسبب ارتفاع أسعار السكر والزيت بل ضد بؤس الحياة اليومية الذي تواصل لمدة طويلة الآن دون أي أمل في الأفق".
مواطن جزائري ،23 سنة، قال "
- اقتباس :
- يبدو أن هناك سياسة معادية للشباب في البلاد
".
وأضاف "
- اقتباس :
- عليك فقط أن تنظر إلى متوسط عمر العاملين في الحكومة وفي إدارة الشركات".
هذا المواطن يشعر أنه من "المهين" أن يضطر في هذه السن أن يطلب المال من أبيه المتقاعد عندما يريد الخروج. واشتكى قائلا "طموحات الشباب الجزائري متواضعة حسب استطلاع لغالوب سنة 2009. وكشفت الدراسة التي أجرتها سيلاتيك أن 40 في المائة يحلمون بتكوين أسرة، والثلث يحلم بعمل جيد و 35 في المائة يحلمون بعيش حياة دينية وروحية متوازنة.
ورغم أن قلق الشباب الجزائري واضح من خلال رغبته في الهروب من البلاد، إلا أن نسبة كبيرة من الشباب المستجوب قالوا إنهم "
مكبلون"، كما تقول الدراسة وغير قادرين على عيش الحياة التي يحلمون بها. ويشكو الشباب الجزائري بشكل خاص من الحواجز التي تعترض طريقهم. فهم لا يشعرون بأنهم "
مشاركين" في خطط بلادهم للتقدم.
ويبدو الجزائريون منقسمين حول الأساليب التي استخدمها المتظاهرون في التعبير عن غضبهم. والآن بعد أن تراجع هذا الشعور بالاستياء لحد ما حان الوقت لتقييم حجم الأضرار. فالضرر الناتج عن المظاهرات "
كبير" بتعبير وزير الداخلية. فالشباب هاجموا الأملاك العامة والخاصة بما فيها الأبناك والمدارس والمتاجر الراقية ووكالات السيارات والمصانع.
واعتُبر العنف إلى حد كبير تعبيرا عن إحباط الشباب ونتيجة لتكميم الأصوات المنشقة وحظر المظاهرات السلمية.
وأكد باعزيز "
- اقتباس :
- ضع نفسك في موقف هؤلاء الشباب المحرومين من أدنى فرصة للنجاح أو التعبير عن أنفسهم بحرية".
وأضاف المغني "
- اقتباس :
- الإعلام الرسمي يتعامل معهم وكأنهم قطاع طرق ولصوص دون مراعاة المشاكل التي دفعتهم إلى ذلك
".
وانطلقت حركة على الشبكة الاجتماعية فيسبوك تدعو الشباب إلى "
الاحتجاج دون إحداث أضرار". وناقش مستخدمو الانترنت الأساليب التي لجأ إليها المتظاهرون الشباب. فالبعض يعتقد أنه لكون حالة الطوارئ المعلن عنها في 1992 تحظر كافة أشكال التجمعات والمظاهرات السلمية فإنه ليس أمام الشباب أية وسائل لإسماع أصواتهم. فيما أدان آخرون ما حدث لاعتقادهم أنه يقدم صورة قاتمة عن الجزائر.