في الذكرى التاسعة والأربعين ... الأشقاء لازالوا يمنّون علينا
بالشعب الجزائري وللشعب وحده تحقق الإستقلال
ونحن نحتفل بالذكرى التاسعة والأربعين لاستقلال وطننا كان لابد من فتح موضوع هام يتعلق ببعض الدول العربية التي يفترض أنها شقيقة والتي ما فتئت تتشدق على الجزائر ودعمها لثورة التحرير حتى يُخيّل للسامع أنه لولاها لما حققنا الإستقلال.
لا يمكن بأي حال أن ننكر أن ثورتنا المجيدة تلقت دعما شعبيا ماديا ومعنويا كبيرا وتعاطفا شاملا من العالم العربي والإسلامي شأنها شأن أي قضية شرعية وتجلّى هذا الدعم في التعاطف الكبير معها خاصة وأنها كانت مثالا يقتدى به ودافعا شحذ همم بقية ثورات الشعوب المقهورة، ولا يمكن أيضا أن ننكر أن جيراننا كان لهم أيّما دور في إمداد ثوارنا بالسلاح وغير ذلك مما يحتاجونه لمجابهة العدو الفرنسي، لكن لا يجب إغفال أن هذا كان يتم بأموال جبهة التحرير الوطني.
ليس من شيمنا نحن الجزائريون أن ننكر فضل من ساعدنا ولكننا نرفض أيضا أن يبقى غيرنا يمن علينا وينسب نجاحاتنا وانتصاراتنا إليه، فالشعب الجزائري وحده من سالت دماؤه واغتصبت نساؤه ووئد أطفاله، ووحده من دفع مليون ونصف مليون شهيد.
فوق هذا كله من الجدير بالذكر أن الثورة الجزائرية فتحت الطريق ومهدتها أمام شعوب أخرى لتنتزع استقلالها والكلام هنا موجه للمخزن المغربي الذي لم يتوقف عن التشدق والمنّ بدعمه لنا ناسيا أنه لم يقدم طيلة عقود مضت شيئا يخدم كفاح الصحراويين ضد الإحتلال الإسباني حيث وجد أشقاؤنا في الصحراء الغربية أنفسهم لوحدهم يقاومون الإسبان بإمكانيات متواضعة وقليلة، ورغم ذلك انتصروا على المستعمر الغاشم وأجبروه على الرحيل قبل أن يوقع مع الملك المغربي مؤامرة لا تشرف المغرب ضد الصحراويين.
هكذا استقلت الجزائر وهكذا قهر الجزائريون أعداءهم، وفي هذا المقام نستحضر قولا للشهيد العربي بن مهيدي أحد مفجري ثورة التحرير الجزائرية عندما قال: : "إرموا الثورة للشارع يحتضنها الشعب" ... كلام يؤكد أن الشعب هزم الأحزاب الصليبية وحده وأن الإستقلال الذي انتزعه لم يتصدق به عليه غيره، فثورة التحرير لم تأت على شاكلة ثورات الربيع العربي ولم تكن مثل أي انتفاضة، بل كانت حربا مقدسة أراد الشعب فيها الحياة فاستجاب القَدَر.
سلطانة محمد عبد الجليل