إثري عضو فضي
عدد المساهمات : 36 تاريخ التسجيل : 11/04/2011
| موضوع: حركة مجتمع السلم مشروع اوسع من حويجاتكم السبت 21 يناير 2012, 19:13 | |
| | |
ينقله لكم رئيس الحركة في الحلقة الثانية عشر (12) تناولنا موضوع تغليف المبادئ بالمصالح، وأشرنا إلى أن التقديم والتأخير بين المبدإ والمصلحة يحتاج إلى تقدير شرعي مع مراعاة الواقع، لأنهما كثيرا ما يترابطان ويتداخلان، وقسمنا الناس إلى ثلاثة أصناف، وعرفنا أن كل طرف يجزّئ نظرته للحياة، وسقنا أمثلة لأقوال كل صنف، ونصحنا أصحاب المبادئ بضرورة أن يجعلوا مصالح الناس في صميم خدمة المبادئ فسوف يتحولون من خصوم إلى مناصرين إذا شعروا أن حراسة المبادئ تؤمّن مصالحهم.
13- عزة التمكين للمشروع : يعلم كل مسلم أن نبيّه محمدًا (صلى الله عليه وسلم) قد كان شديد الحرص على الإنفتاح والتعارف ليمكَّن لدينه ودعوته : - بعرض دعوته على الناس وشرحها بوضوح وإيجاز - وبذل الجهد الأقصى لاستمالة الناس إلى إعتناق الدين الجديد - والبحث عن العناصر الفاقعة (الكاريزمية) في المجتمع لتعزيز الإسلام بها، بفتح الطريق أمامها ورفعها إلى الصف القيادي. - والتبسُّط في محاورة كل من يبحث عن الهداية. وكان (صلى الله عليه وسلم) ما خيّر بين أمرين إلاّ إختار أيسرهما ما لم يكن إثما.. لكنه كان صارما في مسألة العقيدة، فلم يكن يقبل بنصف دين ولا بتسعة أعشار إيمان، وكان القرآن يتنزل ليحسم معركة الولاء الواضح للمجتمع المسلم، ويضع حدا صارما لكل محاولات المداهنة أو الدفع باتجاه الإتفاق على "حل وسط"، إذا تعلق الأمر برأسمال المسلمين وهو عقيدتهم (التوحيد) ولعل سورة "الكافرون" وهي تقرع مسامع الكفار أربع مرات متعاقبة بسياط : "لا أعبد ما تعبدون" تنفي كل إحتمال بإمكانية اللقاء في منتصف طريق الإيمان، وهذه مسألة كافية لإدراك الفرق الحاسم بين مسائل العقيدة واجتهادات المصالح المرسلة، وهو ما يفسّر إستحالة التفاوض على رأس المال (العقيدة) وما في حكمها من ثوابت هذا الدين وقطعياته مثلما هو الحال في مسألة المبادئ والهوية والحلال والحرام والخلق والعبادات..فكلها خطوط حمراء غير قابلة للتفاوض..في حين تُركت إمكانية عقد الصلح أو التفاوض حول الإجتهادات والمصالح المرسلة في مناطق العفو لتقدير مصالح البشر. فإذا تعلق الأمر بالثوابت فلا يتردد المؤمن في الصدع بالقول :
- لا أعبد ما تعبدون. - ولا أنتم عابدون ما أعبد. - ولا أنا عابد ما عبدتم. - ولا أنتم عابدون ما أعبد.
إن الخلاصة التي يجب أن تكون واضحة وحاسمة وصارمة هي أن رأس المال (عقيدة المؤمن) ليس موضوعا للتفاوض : "لكم دينكم ولي دين"، ففي العقيدة لا تتعدد الألوان، بل هناك فقط أسود وأبيض (إيمان وكفر..توحيد وشرك) لا يلتقيان، كالليل والنهار، والشمس والقمر..كرّ وفرّ : "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون"، وقد تعلمنا من ديننا قاعدة جليلة صارت اليوم نظرية سياسية تقوم على تقديم الحرية على الإعتقاد، "آمن ثم استقم"، أي : حرّر نفسك ثم اعبد ربك..لأن العبد لا يمكن أن يكون حرا إلاّ إذا تحرر عقله أولا، وقد قضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاث عشرة سنة (13) في مكة المكرمة – قبل الهجرة النبوية الشريفة- يكافح من أجل شيء واحد هو تحرير الإنسان من عسف الجاهلية وجور الطغيان، ولم يحدث الناس عن شريعة ولا أحكام حلال وحرام، بل لم يأمرهم بصلاة جمعة ولا جماعة ولا صوم ولا زكاة ولا جهاد..الخ، كان يريد أن يحررهم أولا من عبودية العباد ثم يخلي بينهم وبين ربّ العباد.. لأن "العبد" لا يكلفه عبد مثله إلاّ إذا إستعبده بالخضوع له. فأعظم قيمة في هذا الكون – بعد الإيمان- هي الحرية، لأن أصل الإسلام هو الإختيار الحر : "لست عليهم بمسيطر" فإذا عُرض الحق على الناس تعلق الإختيار بمشيئة حرة : "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" بعد تأمين طرق البلاغ وكسر حواجز الخوف عن عقول الناس ونفوسهم وقلوبهم، عندها تبرز القدرات وتتفجر الطاقات وتتنافس الكفاءات، وهنا تبدأ مسائل الإنفتاح والتفاوض!؟ وأضرب على ذلك بعض الأمثلة للتوضيح لأكشف الغطاء عن "عقدة" خطيرة في سلوكنا التربوي (النفسي)، وفي ممارساتنا السياسية (الحزيبة)، أسمح لنفسي بأن أطلق عليها إسم : "رباط السنّور" فالسنور هو القط الذي يرابط عشرين (20) ساعة مثلا أمام جحر الفأر فإذا جاع الفأر خرج من جحره ففاجأه السنّور..فانقض عليه هذا "المرابط" فافترسه ثم إستلقى على الأرض وانخرط في غطيط عميق؟؟ إن السناوير المرابطة على جحور الحزبية تعتقد أن بداخلها فئرانًا لا تفقه كثيرا مما علمنا إياه قدوتنا محمد (عليه الصلاة والسلام) من فقه الفروق بين إنتصار الأشخاص لمصالحهم، وانتصار الأفكار لخدمة المبادئ، أو بين التمكين لأنفسنا بالمنصب والتمكين لدعوتنا بالهدف، أو التفاوض باسم الدين الحق لنصرة الحق والتفاوض باسم المصالح العابرة حول لعاعة الدنيا، وبين فقه "الله غايتنا" بجعل كل "غنيمة" وسيلة لخدمة الحق، واتخاذ كل "مغنم" وسيلة لخدمة المشروع الكبير، وبين الإنقضاض على الغنائم لجمعها وتعدادها مثلما كان يفعل كل همزة لمزة "الذي جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده". ولك أن تتأمل هذه النماذج للإنفتاح لخدمة المشروع : - لقد جاء حسان بن ثابت شاعرا جاهليا فاستوعبه الإنفتاح الإسلامي وحوله إلى طاقة أدبية جبارة تنافح عن الدين، ويصبح بعد ذلك شاعر الرسول الكريم (عليه السلام). ويهجو المشركين وروح القدس معه. - وجاء خالد بن الوليد مخترطا سيفه لمحاربة الدعوة..فاستوعبه الفضاء المؤثر لانتصار الدعوة والتمكين للمشروع ليصبح سيف الله المسلول وقائد الجيش الإسلامي كله إلى غزوة اليرموك لمواجهة الروم، دون أن يعترض عليه أحد بالقول "إنه من المنفتح عليهم"!؟! - وبنفس التربية المفتوحة على الكفاءات تحول زيد بن حارثة وإبنه أسامة بن زيد إلى رمزين من رموز القيادة المتقدمة في الصف الأول، ولم نسمع أحد تحدث عن كونها من الموالي. - وحين سمعت القيادة بخطيب مفوَّه يسمى ثابت بن قيس "إصطاده" رجال الصف الأول وقدموه إلى القيادة، وهم بذلك يؤثرون على أنفسهم، وقد كانت فيهم فصاحة وخطابة..لكنهم قدموه على أنفسهم ليكون "ناطقا رسميا" باسم الوفود الرسمية مدافعا عن الحق والعدل والحرية والكرامة، ومنافخا عن المشروع الكبير.. - ولما إكتشف الإسلام نداوة صوت بلال بن رباح (الحبشي) رضي الله عنه.. أعطاه "إمارة" نداء الإسلام (الأذان) فلا صلاة إلاّ إذا رفع بلال الآذان، ولا إمساك ولا إفطار في شهر الصوم الفضيل..إلاّ إذا سمع الصائمون صوت "ضابط" عبادة الصيام، ولم نسمع أحدا قال : "هذا المؤذن كان عبدا لأمية بن خلف؟؟". أولئك أبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع فائدة عظيمة : يقول صاحب كتاب (كيف تمسك بزمام القوة) : "إن العدّو المرهوب يجب سحقه بصورة كاملة، فإذا تركت جمرة واحدة مشتعلة – مهما كان إحتراقها داكنا خافتا- فإن نارا ستندلع منها في آخر الأمر، فالتوقف في وسط الطريق يؤدي إلى خسارة ما هو أكثر مما لو كانت الإبادة كلية، فالعدو الذي لا تنهي معه المعركة إلى نهايتها سوف يتعافى وسيبحث عن الإنتقام..". وأقول : مصحَّحا لهذه النفسية المتوترة الداعية إلى "السَّحق"..إن سحق العدّو قد يكون مهما ولازما إذا كانت المعركة حربية تحتاج إلى حسم، وقد يفعل ذلك صاحب قلب مريض يعمل على التمكين لنفسه لجمع الغنائم، أما الذين يعملون من أجل التمكين للمشروع الأسمى، فإن الأهم من سحق العدوّ وجمع الغنائم هو أن يعمل صاحب المشروع على تحييد خصومه في البداية، ثم – مع مرور الزمن- يدفع بالتي هي أحسن، فإذا تحول الذي بينه وبينه عداوة إلى وليّ حميم، فإنه، في هذه الحالة، يجب أن لا يكتفي، صاحب المشروع الكبير، بالإنفتاح عليهم بل "يُقدمهم" إلى المواقع الأمامية التي تتحول فيها عداوتهم للشخص إلى ولاء للمشروع.
فإذا كان الإنفتاح السياسي يعني – فيما يعنيه- تقديم من هو أفضل منك لأنه أكثر منك قبولا عند الناس ليتحقق به التمكين لمشروعك، يصبح هذا النوع من الإنفتاح من أعظم القربات إلى الله تعالى، لأنه سوف يصنع منك "قدوة"،..ودعك من أحاديث السياسة المتحزبة القائلة بأن الحرب تدمير للآخر وسحق لمعنوياته..ثم بعد التدمير والسحق تأتي المفاوضات البينية حول تقسيم "الغنائم" فهذه لغة أصحاب المصالح المادية الضيقة، أما ثقافة حملة المبادئ السامية والمشاريع الحضارية.. فيبحثون عن نماذج من الناس من أصحاب المروءة والكفاءة..ترشحهم الأحداث ليكونوا "خداما" لمشروع كبير أصله ثابت وفرعه في السماء، ويسألونك : متى هو؟ قل : عساه يكون قريبا. |
|
| |
|
العنتري ابوشهاب مدير عام
عدد المساهمات : 742 تاريخ التسجيل : 24/06/2009
| موضوع: رد: حركة مجتمع السلم مشروع اوسع من حويجاتكم السبت 28 يناير 2012, 02:10 | |
| | |
|
عبدو عضو ذهبي
عدد المساهمات : 82 تاريخ التسجيل : 22/07/2009 العمر : 34
| موضوع: رد: حركة مجتمع السلم مشروع اوسع من حويجاتكم الثلاثاء 31 يناير 2012, 19:38 | |
| ماشاء الله موضوع في غاية الروعة
سلمت يمناك أخي إثري[i] | |
|
المعز ايبك عضو ذهبي
عدد المساهمات : 56 تاريخ التسجيل : 08/03/2011
| موضوع: رد: حركة مجتمع السلم مشروع اوسع من حويجاتكم الأربعاء 01 فبراير 2012, 18:05 | |
| بعد التحية والسلام الخاص جدا للعضو إثري وبعد سيدي إثري إنني أرى في هذا الموضوع أن العنوان يقصد أشياء والموضوع يتحدث عن أشياء أخرى . فرجاء توضيح الموضوع اكثر لأن العنوان يحمل موضوع حماس العميق والموضوع يتحدث عن أشياء لم ارى لها علاقة بحماس أرجوا تفهم قصدي وفي الأخير أنت إثري المنتدى بحق | |
|