إن من ضمن المزالق الخطيرة التي يقع فيها كثير من الناس بدء من حلول الغزو الإعلامي بمختلف أشكاله وخاصة المرئي منه الذي أراح عن الواقع المنهج الصحيح لتربية الأبناء، ولم يدع حتى فرصة حوار بينهم وبين عائلتهم عن الدراسة مثلا وأوضاعهم الصحية فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتحدث في الوقت الراهن عن مائدة الأسرة بشكلها الأصيل نظرا لما تفتقده من خصوصيات ، علما أنها كانت من بين الحصص التربوية الهامة داخل الوسط الأسري التي يحضى فيها الطفل بتلقي المبادئ والقيم والأعراف والتقاليد وكل ما تشمل عليه ثقافة المجتمع الأصلي لاسيما الجانب العقائدي الديني فمن تم يرتسم السبل والمناهج التي ينبغي أن يسلكها الفرد في حياته ، بعيدا عن إيديولوجيات مختلفة الهادفة إلى تشويش الفكر وتضليل الهوية والثقافة الناجمة من جراء ما تبته القنوات الفضائية والألعاب الإلكترونية المختلفة ، لكن بالرغم من هذا وذاك كان لزاما علينا أن نضع حدا لهذه الظاهرة الفتاكة وأن نستعيد مجد المائدة وخصوصيتها إلى أوساط أسرنا وأن نجلس ونجالس أبنائنا في جو تغمره المودة والمحبة والعطف والحنان على أن تمرر من خلاله الأسس والمبادئ التي يجب أن يترسى عليها الطفل بغية الوصول للغاية المرجوة ، وهذا بعيدا عن كل أشكال العنف والخشونة والالتزام بالرفق والليونة ، أما الأب الذي يهجر أبناؤه هجرا مبالغا فلا ينتظر خيرا من أسرته فشتان بين تربية الشارع وتربية المنزل والمؤسسات التربوية ، فيجب أن لا نأبى التغير ولا نستسلم لما تمليه علينا الضمائر الميتة ولنجد قسطا من وقتنا لنهبه لتربية أبنائنا فهم أمانة في عنق كل إنسان حمل أمانة الحياة وسيسأل يوما ما عن هذه الأمانة فليكن مبدؤنا الحوار وغايتنا تربية أجيال يحملون راية الغد وكل هذا عن طريق مائدة الأسرة
بقلم : علــــــــــــــي عدو
مفهومات مصححة
- ليس عليك أن يقتنع الناس برأيك، ولكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق .
- يقول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – : من عرض نفسه للتهمة، فلا يلومن من أساء الظن به.
*- لا يوجد إنسان ضعيف، ولكن يوجد إنسان يجهل في نفسه موطن القوة المعوضة
*- يقول سيد قطب : الجاهلية المنظمة، لا يغلبها إلا إسلام منظم