ما أجمل الصداقة حينما يترنم بها الأوفياء ويطرب بذكراها الأصفياء أولئك الذين ينسجونها بخيوط القيم فتتعالى على ملامسة حطام الحياة الزائل....
أما من أبتلي بصداقة مرحلية سبر فيها أغوار القلوب فوجدها على غير حقيقتها فلايجزع ولاييئس فلربما سيجد مبتغاه في غير بني جنسه من البشر فتثمر المودة وينجلي الوفاء ...كحال أمير الشعراء عندما أفصح قائلا....
أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا"
"لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابا
صاحِبٌ إِنْ عِبتَهُ أَو لَم تَعِبْ"
"لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا
كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني"
"وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا
صُحبَةٌ لَم أَشكُ مِنها ريبَةً"
"وَوِدادٌ لَم يُكَلِّفني عِتابا
.....................................................