الرشوة وأثرها على المجتمع
لقد أصيب مجتمعنا اليوم بورم خبيث يجب على المجتمع العمل على استئصاله ، والمثنثل في الرشوة التي امتدت على فئات من أصحاب النفود والجاه والسلطان.
إذ عمل هؤلاء على قلب موازين العدل ، وتناولوا ما ليس لهم بحق ، فصاحب الحق عندهم لا ينال حقه إلا إذا قدم مالا ودو المظلمة فيهم لا ترفع مظلمته إلا إذا دفع رشوة إنهم قوم أحبو الكذب وكرهوا الشرائع ،وألفوا الزور وسمعوه وسعدوا به ، هؤلاء نفوسهم مريضة استشرى الفساد في أحشائهم وسقطت القيم من حسابهم وسارعوا بارتكاب الآثام وتعديهم على الحقوق وتكالبهم على أنواع السحت، لقد سيطر الشر على تفكيرهم وامتلأت بالحرام بطونهم فاستباحوا محارم الله واستغلوا مناصبهم النافذة لأكل السحت وأخذ الرشاوي وتبادل المنافع الشخصية ، ونسوا مسؤولياتهم ومهامهم المنوطة بهم ، بل همهم الوحيد هو ملء الجيوب والبطون وإشباع الغرائز لم يفكروا يوماً في الصالح العام الذي افتقدناه في غالب المسؤولين ، فهذا من شأنه يعطل عجلة التنمية وإرساء العدالة الاجتماعية ، وختما سوف يؤدي ذلك يوما ما إلى الفوضى لأن هؤلاء البسطاء سوف لن يصبروا كثيرا في هذا القهر والظلم والطغيان وهذا ما لن نتمناه أن يقع.
فالرشوة هي أعظم إثماً في الإسلام وأشدها مقتاً ، لأنها تخفي الجرائم وتستر القبائح وتزيف الحقائق وتشيع الباطل ، بها يفلت المجرم ويدان البريء فالراشي والمرتشي والرايش بينهما ملعونون عند الله ، مطرودون من رحمة الله ، ممحوق كسبهم زائلة بركتهم ، خسروا دينهم وأضاعوا أمانتهم وأغضبوا ربهم ، وخانوا رعيتهم ، فويل لهم مما كسبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون، خسروا الدنياوالآخرة لأنهم بنوا قاعدة حياتهم بالحرام وما بني على حرام ومن حرام فهو كله حرام .
بقلم إثري