..حين يعيش المسلم بمبادئه ويعبر عن إنسانيته معانقا بها فطرته السوية بكل عزة وشموخ وإباء تتراءى له حقيقة الحياة فيدرك مكامنها وأسرارها فيزداد معرفة بها وبأحوال أهلها ....
أنا مسلمٌ .....
لاتسألي عن أحرفي وحُدائي
فالحبّ نبعي والوفاءُ سِقائي
مازلت أستدني البعيدَ وأمتطي
صهواتِ صدقي في دروب عطائي
فوق الثرى أمشي بخطوةِ واثقٍ
بمبادئي ، والروحُ في العلياء
يتعثّر الماضون في أوهامه
وأنا أعانق رفعةَ الجوزاءِ
في مهجتي نور البصيرةِ ساطعٌ
يوي أمامي صفحة الظلْماءِ
أنامسلمٌ للكون بينَ جوانحي
معنىً يجاوِزُ بي حدود فضائي
للوحي في روحي منابعُ جَمّةٌ
تُروي فؤادي غايةَ الإرواءِ
ولسنّةِ الهادي البشيرِ ونَهْجِه
نهرٌ تمازجَ ماؤه ودمائي
لاتسألي عني سؤالَ تَوَجُّعٍ
وتَخَوُّفٍ من قسوةِ الأعداءِ
فأنا بأجنحةِ اليقينِ بخالقي
أجتازما ألقى من الأعباء
أنا مسلمٌ لغتي الفصيحةُ روضةٌ
غنّاءُ ، يالِلرّوضةِ الغنّاءِ
مازلْتُ بالإيمان طَوْداً شامخاً
في وجهِ ريحِ الفتنةِ الهوجاءِ
فإذا ضعُفتُ أمام سيلِ رغائبي
ناجيتُ ربّ الكون في استجداءِ
وسقيتُ بالدمع الغزيرِ تَعَلُّقي
بجلاله وبَرِئتُ من أخطائي
أنا مسلمٌ زيتُ الحضارةِ من دمي
ورداءُ أهلِ المَكْرُماتِ ردائي
إنْ أسرفَ الأعداءُ في إرهابهم
فأنا حليفُ القمّةِ الشّمّاءِ
لاتسألي عني سؤالَ توَجُّسٍ
مما ترى عيناكِ من أرزاءِ
أنا مسلمٌ وكفى بأني مسلمٌ
علّقْتُ بالله العظيم رجائي