لقد سيطرت خزاعة على جرهم, القبيلة التي هاجرت من اليمن إلى مكة حوالي 300سنة وقيل 500سنة. فلما تبين لجرهم مآلها طمرت زمزم,فاضطر أهل مكة لجلب الماء من الخارج.فزمزم كانت مشهورة عندهم لكنهم لا يدركون مكانها.إلى اليوم الذي جاءت فيه دلائلها إلى جد حبيب القلوب صلى الله عليه وسلم.
فعبد المطلب (واسمه شيبة)رأى رؤيا,إذ رأى مناديا يناديه أن أحفر"طيبة" فقال:ما طيبة؟ فينصرف المنادي.وفي الليلة التالية يقول له:أن أحفر برة.قال:ما برة؟؟ فينصرف المنادي.ويهتف به في الليلة الثالثة أن احفر المضنونة.قال:ما المضنونة؟؟؟ فينصرف المنادي.فوقع في نفس عبد المطلب أ ن هذا شئ عظيم,إذ كيف يتكرر معه نفس الأمر ثلاث ليال على التوالي.ورابعتهن يناديه المنادي أن احفر زمزم.قال:ما زمزم؟؟؟؟
فقال:" لا تنزف ولا ترم,سقي الحجيج الأعظم,وهي بين الرفث و الدم عند نقرة الغراب الأعصم عند قرية النمل".
فيعزم عبد المطلب على تنفيد الأمر الرباني.فيشرع في البحث عن الموضع المقصود هو وأكبر أبنائه _الحارث _وبينما هما كذالك إذ جاء قوم ببقرة فدبحوها عند إساف فجرى الدم,ثم إن البقرة قامت والدم يصب منها وبدأت تجري,ثم سقطت أرضا,فشق القوم بطنها وأخرجوا الرفث.فأدرك المكان وظل يجول به حثى عثر على قرية النمل. وإن كان فلا تزال المسافة كبيرة.وبينما هما كذالك إذ نزل الغراب الأعصم _غراب بجناحيه بياض يعرف عند العرب بالأعصم_ وبدأ ينقر قرب قرية النمل .
فتجلى ل عبد المطلب الأمر وشرع في الحفر,بيدا أن القوم حاولوا صده لما استبين لهم عظمة ما يقوم به.فجعل الحارث يصدهم حتى ظهرت طي البئر وهي حجارة خضراء ,فقال القوم نحن شركاؤك,فكاد يحصل قتال بينهم,إلى أن اهتدوا الى تحكيم كاهنة بني سعد,فقصدوا اليمن في طلبها ووجدوا بأنها قد سافرت الى الشام ,فما كان لهم إلا أن وواصلوا المسير.وفي الطريق نفد ماءهم فتيقنوا من مصيرهم المحتوم,فاجمعوا على ان يحفروا قبورهم فعلى الأقل يبقى واحد دون دفن على ان يبقوا كلهم.
[size=14.6667]ثم ان عبد المطلب قال ما أرى هذا الا عجزا فلنبحث عسى ان نجد ماء. فما ان قام فرسه فظهر الماء اثره.فارتوى القوم.وقالوا والله ان الذي سقاك في هذه الصحراء لهو الذي سقاك بمكة.زمزم لك .فحصل له كل الشرف. والحمد لله رب العالمين.[/size]