يظل المجتمع الطلميني على مر الأزمان نموذجا فريدا محافظا ,ممجدا للطهر والعفة والوقار,يأبى الظيم والهوان ,ترفرف في سماه نسمات الإيمان وحب الخير للبشرية جمعاء.
غير أن طفيليات الجهل ما تلبث حينا إلا وتجدد نشاطها في بساتين ترعرعت فيها الأمية وإحتقار المرأة....فأسدلت ستائرحياء الحمق في كل الغرف.....إلا التي أكرمها ربها بنور البصيرة وفجر الهداية.
فمن الأسر الساذجة من ترى في تعليم البنات ذلا وجبنا,وأن العلم الحق هو تعلم الطبخ والفلاحة,ورغم أهميتها, إلا أنها لا تغني عن النور....ومنها التي تسعى لغاية واحدة جوهرها التخلص من عار الدنيا بزفها وحسب,فظهرت حصريا موضة التوقف عن الدراسة في منتصف السنة ودعوة أساتذتي....."اليوم أدرس وغدا أعرس"....... وإن كان ...هذا ليس عيبا,لكن أتجهيزعروس مقصورعلى كومة الأواني والهدايا ......دون الزاد الثقافي والعلم الديني والحس الروحاني والتوعية بحقيقة الحياة الزوجية ومسؤولياتها...لتصدم بمشاكل الطلاق...أو قل الطلاق العاطفي .....ومعانات وآهات يعلم الله مداها.....فإلى متى نظل على هذه الشاكلة؟؟؟؟؟؟وكما يقال:وإذا النساء نشأن في أمية رضع الرجال جهالة وخمولا.....ومن كان عاديا كان إنسانا فاشلا وعبئا على الحياة.
يبقى أملنا في الفئة المثقفة الطلمينية.....لتعمل على ترقية أخواتها و السمو بها سويا في سلم المجد.
إعذريني أخية....إن مسست جرحا .....فإن في الفؤاد بركانا ثائرا,وبين ضلوعي لهيب حارقا أدمى القلوب قبل العيون........وصمتك هذا يطحن العظام.
طلمين.... ..حبيبتي....... لا أرتضي دونك موطنا......ولا أبغي من أهلك بدلا..........فمن هذا المنبر أهتف .......لذوي الألباب.....إننا بحاجة إلى أسر تعي حقيقة الحياة........لأن إدراكنا للحياة ليس هو الحياة.........