إن الأولاد هبة من الله الخالق لنا ونعمة جليلة منها علينا وجعلها زينة الحاضر وبهجته وأمل المستقبل وعدته ، يجب علينا رعايتها وملاحظتها والعناية بها ، إذ أن الآباء يتحملون مسؤولية أولادهم كاملة خاصة في مرحلتي الطفولة والمراهقة حيث يتشكل السلوك العملي للطفل أو المراهق وتتكون اتجاهاته ليبدأ في اختيار الطريق الذي يسير عليه.
إن تعليم الأولاد هو الطريق الصحيح الذي يجب أن يسلكه الولدان في تربية أولادهم ، وعلى الوالدين وأولياء الأمور أن يبذلوا كل ما في وسعهم لتعليم أولادهم وكل الجهود التي يبذلونها في هذا الميدان جهود مباركة ومشكورة.
إننا مع هذا الموسم الدراسي يجب أن ننظر بجدية وواقعية إلى الأمانة الكبرى التي بين أيدينا وهي أولادنا لنضاعف من العمل على تربيتهم وتنشئتهم وتعليمهم وتثقيفهم بكل الوسائل المتاحة ورسولنا الأعظم يقول : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ". أن خير ما يقدمه الوالد لولده أن يعلمه وأن يحسن تربيته كذاك خير ما يدخره الوالد لأخرته ولد متعلم ينفع نفسه وينتفع به الناس ، ولا يكفي الوالد بأي حال أن يزج بابنه أو ابنته إلى المدرسة كرها ثم يتركه أو يتركها بلا ملاحظة ولا مراقبة ولا توجيه بل عليه أن يشارك مشاركة فعالة مع المدرسة ومع أي مؤسسة تعليمية في تربية ولده وأن يلاحظ سلوكه داخل المدرسة وخارجها وأن يبين له بصفة مستمرة الصواب ويبعده عن الخطأ ويأخذ بيده إلى الحق ويمنعه من الانحراف . وإن بعض الآباء يرون في افتتاح المدارس فرصته للتخلص من متاعب الأبناء أو الحصول على شهادة لا يهمه منها سوى أن يجد بها عمل أم لا؟؟ . والحق أن التعليم وسيلة للبلوغ إلى غاية شريفة وهي تكوين مجتمع متعلم ولنصل إلى هذه الغاية من التعليم علينا أن نغرس في نفوس أطفالنا حب المدرسة ، وفي نفوس شبابنا حب العلم والعمل به ، وفي نفوس أساتذتنا حب القيام بالواجب ، وفي نفوس أولياء الأمور تشجيع أبنائهم على حب العلم ، إذ ولابد أن نكون السباقين إلى التغير ليكون الغد المنتظر مشرق ولن يكون ذلك إلا بالاهتمام بالعلم الذي فرضه علينا ديننا الحنيف
توقيع : أحمد مساوي * حمدان العومري*