يقول الشاعر ابن الدمينة: وما وجد أعربية قذفت بها صروف النوى من حيث لم تكن ظنت
إذا ذكرت نجدا وطيب ترابه وخيمة بنجد أعولت وأرنت
بأكثر مني حرقة وصبابة إلى هضبات باللوى قد أظلت
تمنت أحاليب الرعاءوخيمة بنجد فلم يقدر لها ما تمنت
إذا ذكرت ماء ماء الفضاء وبرد الضحى من نحو نجد أرنت
لها أنة قبل العشاء وأنة سحير ولولا أنتاها لجنت
بأوجدمن وجد بليلى وجدته غذاة ارتحلنا غدوة واطمأنت
فإن يكن هذا عهد ليلى وأهلنا فهذا الذي كنا ظننا وظنت
ألا قاتل الله الحمامة غذوة على الغصن ماذا هيجت حين غنت
تغنت بلحن أعجي فهيجت هواي الذي بين الضلوع أجنت
نظرت إليهن الغذاة بنظرة ولو نظرت عيني بطرفي لجنت
خفت سجنا من سجونها ثم أعلنت كإعوال ثكلى أثكلت ثم جنت
فما أخفت إذ هيجت من صبابتي غداة أشاعت للهوى وإرفأنت
غبرنا زمانا باللوى ثم أصبحت براق اللوى من أهلها تخلت
ألام على ليلى ولوأن هامتي تداوى بليلى بعد يبس لبلت
ويبسم إيماض الغمامة إذا سمت لها عيون الناس حين استهلت
حلفت لها بالله ما حلت بعدها ولا قبلها إنسية حيث حلت
أقامت بأعلى شعبة من فؤاده فلا القلب ينساها ولا العين ملت
وقد زعمت أني سأبغي بعدها إذا نأت بدلا يا بئس مابي ظنت
وما أنصفت وأما النساء فبغضت إلي وأما بالنوال فضنت
فيا حبذا إعراض ليلى وقولها هممت بهجر وهي بالهجر همت
فما أم سقب هالك في مضلة إذا ذكرته اخر الليل حنت
بأبرح مني لوعة غير أنني أجمم أحشائي على ما أكنت
خليلي هذه زفرة اليوم قد مضت فمن لغد بزفرة قد أظلت
الحب الصادق دليل نبل النفس ورمز سمو الروح ورقيها..............