...تحوز منطق قيمي بغنمه وغرمه عندما تكون نتاج لمنظومة من القيم المستخلصة من الآثار أو من قبيل التجربة الشخصية أو الانسانية لأن المعرفة رحم بين روادها والحكمة نتيجة لخلاصة الشعوب وتجاربهم ...
فكثيرا ما يقع المرء أسيرا لمبادئه وقيمه أومكتسباته المعرفية ، يقول أبي الدرداء رضي الله عنه " كلما ازددت علما إزددت وجعا.."، فهناك حتميات معرفية وقيمية وأخلاقية وأحيانا انسانية تحجم تصرفاتك وسلوكاتك جبرا أو اختيارا وتوجه مسارك طواعية او اضطرارا
لذلك نرى كثيرا من المساومات تلاحق االمبادئ وأهلها فتجدهم يمتحنون بمن يوجه تصرفاتهم على غير مقصدها فمثلا يعدون الحلم ضعفا والشجاعة تهورا والعاطفة نزوة وغرورا والوفاء قهرا وإذلالا .وصدق الشاعر حين يقول :
فَلَرُبَّما سكَتَ الحليمُ عَنِ الأذَى *** وفؤادُه من حَرِّهِ يتـأوَّهُ
ولَرُبَّمَا عقَدَ الحلـيمُ لسانَهُ *** حذَرَ الجوابِ وإنَّهُ لَمُفَـوَّهُ
...فإن كانت تحمد هذه المبادئ في أغلب المواطن فقد تذم في بعضها عندما تطفوا الكرامة والشهامة والمروءة فوق سفوحها وثبجها فهناك يُنتقى الفاضل من المفضول..
..وإذا غضبت فإنما هي غضبة ***في الحق لاضغن ولابغضاء