أعذرك لأني أدرك يقينا أن الوردة لا تمنح غير الأزهار والرحيق الفواح وأن الارواح الندية لا يصدر منها الا الخير
أعذر لأن أخلاقك وجميل سجاياك ونبل شخصيتك هي دائما عنوان لتصرفاتك وترجمان لها.
أعذرك لا لأني لا أستطيع تجاوزك أو اتخاذ بديلا عنك بل لعلمي أن لك عذر.
أعذرك لأني أعشق ثقافة الاعتذار وأنني انسان يعتريني ما يعتري غيري وأحب للمرء ما أحب لنفسي.
حين تفقه ثقافة الاعتذار ينجلي لك الوفاء في أتم صوره
ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﺮ ﺳﻮﻯ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ،ﻓﺘﺨﻴﻞ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﻜﻲ ﻻ ﺗﻈﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﺗﺒﺨﺴﻬﻢ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ...ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻛﻲ ﺗﺮﻳﺢ ﻭﺗﺴﺘﺮﻳﺢ ....ففي الأثر:" إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا فقل لعل له عذرا "
ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻠﻒ : ﻟﻮ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﻭﻟﺤﻴﺘﻪ ﺗﻘﻄﺮ
ﺧﻤﺮًﺍ ﻟﻘﻠﺖ ﺭﺑﻤﺎ ﺳُﻜﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ !
ﻭﻟﻮ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻭﺍﻗﻔًﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻘﻠﺖ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻵﻳﻪ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻟﻴﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﻧﻴَّﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻖ.