صحيح أن الظروف الطبيعية القاسية تستوجب منا أن نبذل جهد جهيد يتجاوز الواقع لضمان أمننا الغذائي والصحي معا وأن نرفع التحدي كما رفعه أسلافنا منذ إن وطأت أقدامهم لهذه الأرض ولكن لما تحسنت الظروف وتيسرت أساليب العيش يجب أن نرى الوجه الأخر للحياة ولست أدري ما ذنب أطفالنا الأبرياء الذين ذاقوا مرارة العيش منذ نعومة أظفارهم ، أ لأنهم ولدوا على هذه الأرض الطيبة التي استقبلتهم بوجه عبوس من إفراط طيبتها ؟، أم أن ذنبهم أنهم لا يستطيعون التعبير عن أرائهم أمام سطوة الآباء وجبروتهم؟ .
لاشك أن هذه الأزمة التي نعيشها على هذا الصعيد تنبئ فعلا عن عدم إستعابنا لهذه الظاهرة وما سوف ينجر عنها لاحقا وأخطرها تلك المتعلقة بالنشء الذي تستقبله المدرسة على غير الصورة التي ينبغي أن يكونوا عليها فحتى المدرس قد يصاب من جراء هذا الوضع بأزمات نفسية ، إذ يعتقد أن هؤلاء التلاميذ مفتقدون لدويهم بتلك الثياب البالية الرثة والمتسخة وبالوجه الأغبر والأشعث والأنف المسدودة والعين الملتصقة ، أيعقل أن طفل له أم تستقبله المدرسة بهذه الهيئة والله إنه لأمر مؤسف ، إن التنشئة على هذا النمط مبتورة بترا حقيقيا لا تكتمل بها الحياة أبدا ، وكما معروف لدينا أن العقل السليم في الجسم السليم فيجب أن نغير منهجنا في التعاطي مع الأمور ولابد أن نبحث عن منفذ أخر للخروج من هذا المأزق الذي طالما كان سبب ضعف مستوانا وأن تخصص حصص في المدارس لمعالجة الأزمة وأن يكون التغير من المدرسة بالتوجيه السليم وتحفيز التلاميذ على انتهاج أساليب الحياة والدخول إليها من الباب الواسع وإلا كان المعلم مع المتعلم في صف واحد وهذا ما لا يحدث في من اختار الجهاد في الأرض الطيبة ، وذنب كتابتنا لهذا الموضوع هو أننا مازلنا لا نحسن التعامل مع أطفالنا........
علـــــــــــــي عدو