عندما ستقرأ موضوعي لاأدري هل ستضع يدك على فاك لتستر الضحكة المتكتمة ?, أم ستقهقه كاسرا أخلاقيات المسلم الخلوق ?, أم ستبكي من الشفقة على هيه الخبرية ?, أم تراك تبقى ساكتا لاتنطق ببنة شفة ?.
فمهما فعلت فلن تلام ، لأن الأمر أغرب ما يكون إلا عند بعضهم شيء عادي بل وبديهي.
وكل ما في الأمر أنني كنت أشاهد كل صيف حركة غير عادية تشهادها منطقتنا وهي تخص تجارة التمور مما يخلق منافسة واسعة وحركة تجارية تعود بالمنفعة لأهل المنطقة بالدرجة الولى ، ومن بين التجار المحلين المعروفين في كل موسم رجل يخالف التجار في الأسعار فهو دوما يشتري أجود التمور بأبخس ثمن وهناك فيئة معينة فقط التي تتعامل معه ، ولكن الغرابة لا تكمن هنا بل أن هذا الشخص موظف ! وليس أي موظف ، بل هو من العيار الثقيل في قطاع غلام الله ، أجل إمام مسجد بدل دور العبادة بأسواق التجارة ، تراه يجول ويصول البلاد بحثا عن من يبيعه بأبخس الأثمان ليذهب ويتحكم بسعر السوق كما يريد ، فبدلا من أن يعالج الغش والإحتيال ويساهم في تشجيع الشباب على العمل ومساعدة الغير ويأخد بالناس إلى طريق الصواب ، لكنه رأ أن فرصة الصيف لن تتكرر وأن المفيد هو مايدخل الجيب لا مايخرج من الفاه .
فوالله صدقوني عندما سمعت عن هذا الشخص لم أصدق إلا عندما رأيته بأم عيني في أحد الأسواق خارج البلاد في حالة حاشا أن يتصف بها إمام ولابد أن الكل تخيل معي كيف هي صورة بائع التمروهو مرتدي زي الإمامة ، حينها وقفت مذهولا مذعورا كأني أرى بالدنيا شمس المغرب تشرق ، وياريت لو عمد هذا الإمام إلى مساعدة أحد الشباب في إمتهان ذات المهنة وبقي هو ملازما بيت الله يعلم العباد ما أمر به رب العباد.
ومازال إلى اليوم يبدع في عمله ، وهمه الأخير نحو الثراء.
"فبئس هذه الحياة "