فتح الحدود الجزائرية المغربية ... قريبا!

المراكز الحدودية بمغنية تشهد أشغال إعادة تهيئة

فتح الحدود الجزائرية المغربية ... قريبا!

مصادر دبلوماسية للبلاغ: وزراء جزائريون ومغاربة بدؤوا بالعمل لتسوية العلاقات الثنائية

كشفت مصادر دبلوماسية للبلاغ أن فتحا وشيكا للحدود الجزائرية المغربية البرية سيتم الإعلان عنه في الأيام القليلة القادمة في وقت تتواصل فيه أشغال إعادة تهيئة المراكز الحدودية بمغنية لتكون جاهزة غداة الفتح الرسمي لها على غرار مركز بوكانون.
مصادرنا أردفت أن هناك جهودا كبيرة تبذل من طرف ما سمتها بالنواة المخلصة للشعبين الجزائري والمغربي لإعادة ربط العلاقات بين الشعبين الجارين اللذان تربطهما علاقات عائلية تاريخية ومصاهرات قديمة، وأن وزراء جزائريين ومغاربة في عدة قطاعات قد بدؤوا بالفعل في العمل من أجل تنمية التعاون الذي من شأنه المساهمة في تسوية العلاقات على المستوى الثنائي.
وكان وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي لدى زيارته الأخيرة لواشنطن منذ أسابيع قد تحادث مع مسؤولين أمريكيين تتقدمهم هيلاري كلينتون بشأن مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة في ما يعرف بالمغرب الإسلامي حيث أكد المسؤولون الأمريكيون أنه بدون تعاون سياسي ودبلوماسي واقتصادي بين المغرب والجزائر تصعب عملية مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والقرن الإفريقي، ولعل هذا يمثل أحد أهم الأسباب التي ستدفع بدبلوماسيتي البلدين إلى وضع الخلافات جانبا وفتح الحدود لأول مرة منذ غلقها في 1994 من أجل تسهيل ملاحقة فلول القاعدة والجماعات الإرهابية.
فتح الحدود في حالة ما إذا تحقق فعلا ستكون له جوانبه الإيجابية ففضلا عن التسهيلات التي ستطرأ على التجارة عبر الفضاء المغاربي من خلال إحداث مزيد من مناصب الشغل وتعزيز القدرات التنافسية وجلب المستثمرين، فإنه سيعطي دفعا جديدا لبناء إتحاد مغاربي متكامل يخدم مصالح شعوب المنطقة، كما أنه سينعش السياحة بين البلدين.
وتكاد تكون جميع الظروف مهيأة لهذا الحدث بما في ذلك نبض الشارعين الجزائري والمغربي خاصة وأن المباراة الهامة والمصيرية التي جمعت بين منتخبي البلدين في بداية جوان الماضي بمراكش لم تتخللها أية أعمال عنف أو شغب رغم الفوز العريض لأسود الأطلس، حيث وجد المناصرون الجزائريون كل التسهيلات في مراكش وغيرها من المدن المغربية التي حلوا بها، كما أن المباراة سبقتها حملات دبلوماسية تحسيسية كبيرة من طرف مسؤولي الرياضة بالبلدين حتى لا ينزلق اللقاء عن حدوده الرياضية وهو ما كان بالفعل رغم مصيرية المواجهة.
مصادرنا قالت أيضا أنه لا يمكن ربط فتح الحدود بتهريب المخدرات من المغرب إلى الجزائر لأن المهربين أصلا يسلكون مسارات صحراوية وعرة والمواجهات تتكرر كل يوم بينهم وبين قوات الدرك والجيش والجمارك خاصة قرب صحراء الواتة والعبادلة وبني عباس ببشار التي يحفظ المهربون مسالكها وممراتها، حيث يستعملون سيارات رباعية الدفع من نوع تويوتا ستايشن إلى جانب الدراجات النارية، كما أن منطقة الساحل ككل وفضلا عن كونها مستهلكا للمخدرات، قد تحولت في السنوات الأخيرة إلى معبر هام لتمرير السموم نحو مصر وشرق إفريقيا عبر بارونات محليين يتعاملون مع مافيا جنوب القارة الأمريكية والكولومبية على وجه الخصوص.
وكان الملك المغربي محمد السادس قد بعث برسالة للرئيس بوتفليقة يهنئه فيها بعيد الإستقلال أكد فيها "حرصه القوي على مواصلة العمل من أجل تجاوز العوائق لاعطاء ديناميكية جديدة لعلاقات التعاون الثنائية والتضامن بين البلدين على المستوى الثنائي أو في إطار اتحاد المغرب العربي كخيار استراتيجي" وهو ما فسره الكثيرون على أنه بمثابة استعطاف للرئيس الجزائري لفتح الحدود.
يبقى فقط التذكير أنه وحتى في حالة تطبيع العلاقات مجددا بين البلدين فإن مواقف الجزائر إزاء القضية الصحراوية ستبقى ثابتة ولن تتغير، لأنها تدعم دائما حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه.
سلطانة محمد