إن آفة أي عبادة هي اعتيادها،
وعند الاعتياد يتسلل الملل إلى القلب،
ومن وراء الملل التذبذب والانقطاع ..
ولذا كان على أصحاب الذكاء والرشد الإيماني
أن ينظروا إلى هذا الضيف الكريم نظرة جديدة،
تختلف من عامٍ إلى عام؛ ليدوم موسم جني الثمار،
ويبقى نبع الخير والفوائد فياضًا باستمرار،
وكأن رمضان جوهرة ثمينة سقطت عليها أشعة الإيمان لتعكس آلاف الألوان،
فينقرض معها الملل ويعود نسيًا منسيًا.
فلنجعل لرمضان هذا العام طعمًا آخر ..
وظيفة جديدة ..
دورًا غير مسبوق ..
وهذا الدور هو:
أن يكون أعظم عون لك على التغيير ..
فتغيير نفوسنا هو الذي يقود إلى تغيير الأمة بأسرها ..
وهو ما نطقت به الآية الكريمة
{.. إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ..}
[الرعد:11]
لكن على قلوب الكثيرين منا أقفالها!!
وإذا كان التغيير واجبًا في زمانٍ مضى،
فإنه اليوم أصبح أكثر وجوبًا وأشد إلحاحًا،
وانظر أخي.. وأنتِ أختاه..
ما حلَّ بأمتنا؟
ألا نمتليء غيظًًا من الدم المهراق على أرض سوريـا وأراكان وغزة؟!
ألا يؤرِّق منامنا الأقصى الأسير المهدد بالهدم في كل لحظة؟!
ألا نحترق كمدًا لرؤية تخلفنا في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟!
إلى كل غيور .. بل إلى كل حي:
رمضان فرصة أغلى من الذهب لإحداث التغيير المنشود،