... يعد الشيخ مصطفى السباعي رحمة الله عليه من أعلام الأمة المبدعين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الدعوة الإسلامية والرسالة الإنسانية الخالدة عالم ومفكر وأديب جليل أثرى الساحة الإعلامية والمعرفية بالعديد من المؤلفات ولعل أبرزها كتاب السنة ومكانتها في التشريع ...من روائع حضارتنا ...وكتابه الفريد هكذا علمتني الحياة والذي شمل على مواعظ وتجارب الحياة وخلاصة أيامه والذي ألفه على سرير المرض الذي توفي فيه ومن روائع ماقال :
لذة العابدين في المناجاة، ولذة العلماء في التفكير، ولذة الأسخياء في الإحسان، ولذة المصلحين في الهداية، ولذة الأشقياء في المشاكسة، ولذة اللئام في الأذى، ولذة الضالين في الإغواء والإفساد
* الصندوق الممتلئ بالجواهر لا يتسع للحصى ، والقلب الممتلئ بالحكمة لا يتسع للصغائر .
* من تذكر إساءة إخوانه إليه لم تصفُ له مودتهم ، ومن تذكر إساءة الناس إليه لم يطب له العيش بينهم فانس ما استطعت النسيان .
وفي المآزق ينكشف لؤم الطباع، وفي الفتن تنكشف أصالة الآراء، وفي الحكم ينكشف زيف الأخلاق، وفي المال تنكشف دعوى الورع، وفي الجاه ينكشف كرم الأصل، وفي الشدة ينكشف صدق الأخوة
التجارب تنمي المواهب، وتمحو المعايب، وتزيد البصير بصراً، والحليم حلماً، وتجعل العاقل حكيماً، والحكيم فيلسوفاً، وقد تشجع الجبان، وتسخي البخيل، وقد تقسي قلب الرحيم، وتلين قلب القاسي، ومن زادته عمى على عماه، وسوءاً على سوئه فهو من الحمقى المختومين
من خانك في صداقتك فقد أراحك من عبء واجباتك نحوه، ومن فرَّط في صحبتك فقد أراحك من التفكير في أمره، ومن موَّه عليك في دينك فقد استخفَّ بعقلك، ومن كذب عليك فقد استخف بوعيك
عش في الحياة كعابر سبيل يترك وراءه أثراً جميلاً، وعش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم، وكمستغن يحسن إليهم، وكمسؤول يدافع عنهم، وكطبيب يشفق عليهم، ولا تعش معهم كذئب يأكل من لحومهم، وكثعلب يمكر بعقولهم، وكلص ينتظر غفلتهم؛ فإن حياتك من حياتهم، وبقاءك ببقائهم، ودوام ذكرك بعد موتك من ثنائهم، فلا تجمع عليك ميتتين، ولا تؤلب عليك عالمين، ولا تقدم نفسك لحكمتين، ولا تعرض نفسك لحسابين، ولحساب الآخرة أشد وأنكى
لا تشك مرضك إلا لطبيبك، ولا تشك دهرك إلا لصديقك، ولا تبح بسرك إلا لأخيك، ولا تكشف عن فاقتك إلا لمن ينجدك، ولا تبذل نصيحتك إلا لمن يستمعها، ولا تقل كلمتك إلا أمام من يحترمها، ولا تعرض على الناس رأيك إلا بعد أن تمحِّصه، ولا تسفه لهم اتجاهاً إلا وأنت محب ناصح.
إذا وقعت في أزمة مستحكمة، فاجعل فكرك في مفاتيحها لا في قضبانها.
* من عرف ربه رأى كل مافي الحياة جميلاً .